ترأس راعي أبرشية جبل لبنان للرّوم الأرثوذكس المطران سلوان موسى، صلاة الجنازة عن روح الفنّان الكبير زياد الرحباني، بإطار مأتم رسمي وشعبي مهيب أُقيم في كنيسة رقاد السيدة في المحيدثة- بكفيا.
وتحدّث في كلمة له عن "زياد الرحباني المبدع الّذي ضحّى من أجل الإنسان في لبنان"، مشيرًا إلى أنّ "الرحباني رأى آلام النّاس وأوجعته، وحمل هذا الوجع صليبًا في حياته، وعبّر عنه بطريقته لمقاومة هذا الوجع والاتجاه نحو النّور. هذا الإنسان خدم في حقل الله فانتفض على كل شيء، وحمل وزر كلمته لأنّه تألّم من أجل الحقيقة الّتي يراها".
ولفت المطران موسى إلى أنّ "زياد كان يحمل جرحًا بنفسه، وهذا الجرح جعله مبتكرًا وأَخرج من الوجع نورًا لحياة الإنسان. هكذا فعل بمشوار حياته معنا وللأجيال المقبلة، فحقّق فرقًا وتغييرًا في حياتنا وفي كل مجتمع"، مركّزًا على أنّ "في العمق زياد غيّر في واقعنا ولم يجعلنا ننكسر حتى النّهاية، فعاش معنا قيامة النفوس، ففجّر ذلك بكلمات وألحان".
وتوجّه إلى السيّدة فيروز، قائلًا: "اليوم غادرك زياد، ولكن أولادك كثر فأولاد هذه العائلة في كل مكان، ينامون ويستيقظون على هذا الصّوت وهذه الكلمة والمعنى الّذي يقدح حجر الصوّان ويخلق بالنّفوس وفي كل مكان أملًا ورجاءً جديدَين. التعزية للسيّدة فيروز ولكل العائلة، أنتم أسّستم عائلةً لكل الوطن على مرّ العقود الّتي مرّت والآتية، أصبحنا عائلةً لوطن اسمه لبنان، وكلّنا لهذا الوطن ليكون دائمًا لنا ونصونه ونذود عنه ونضحك من أجله".
وختم: "زياد ضحى بنفسه من أجل لبنان ومن أجل الوعي في هذا الشّرق المجروح والمظلوم، كي لا يبقى في السّجن وليخرج من المعاناة. سلاحه الإيمان بالإنسان وصدقه. زياد كان بشيرًا لعالم أفضل، حمل صليبه حتى النّهاية، فكان مغوارًا ذهب إلى الخطوط الأماميّة في هذا الوجود، من دون أن يخاف على نفسه من أجل حماية الآخرين".
وبعد الصّلاة، تقبّلت السيّدة فيروز محاطةً بالعائلة، التعازي في صالون الكنيسة. ثمّ نُقل جثمان الرّاحل إلى مدافن السيّدة فيروز في شويا، ليوارى في الثرى بجانب شقيقته ليال.
وقد حضر المراسم كلّ من: رئيس الحكومة نواف سلام ممثّلًا رئيس الجمهوريّة جوزاف عون، نائب رئيس مجلس النّواب الياس بو صعب ممثّلًا رئيس المجلس نبيه بري، رئيس الجمهوريّة السّابق أمين الجميل، وزيرا الثّقافة غسان سلامة والإعلام بول مرقص، النّواب ابراهيم منيمنة، فراس حمدان، حليمة القعقور، نجاة صليبا وابراهيم الموسوي، النّائب السّابق غسان مخيبر، رئيسة بلدية بكفيا- المحيدثة نيكول الجميل، الأمين العام للحزب الشّيوعي حنا الغريب، بالإضافة إلى شخصيّات رسميّة وسياسيّة وإعلاميّة وحشد كبير من أهل الفن والفكر والثّقافة.